*صلة الرحم*
(وتيسر الحساب) أي حساب الأموال أو الأعمال أيضا (وتنسئ في الأجل) مثله في نهج البلاغة
عن علي (عليه السلام) وفي كتب العامة أيضا عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من أحب أن ينسأ في أجله فليصل
رحمه» وفي طريق آخر: «من سره أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» (١) قال شارح النهج: «النساء
التأخير وذلك من وجهين أحدهما أنها توجب تعاطف ذوي الأرحام وتوازرهم وتعاضدهم
لواصلهم فيكون عن أذى الأعداء أبعد وفي ذلك مظنة تأخيره وطول عمره، الثاني أن مواصلة ذوي
الأرحام توجب همهم ببقاء واصلهم وإمداده بالدعاء، وقد يكون دعاؤهم له وتعلق همهم ببقائه
من شرائط بقائه وإنساء أجله».
أقول: يمكن أن يكون للصلة بالخاصية تأثير في تأخير الأجل وأن يكون تأخير الأجل عناية من
الله تعالى للواصل ليصل فيضه وبره إلى عباد الله فيستريحوا بظل حمايته، وقال عياض: الأثر:
الأجل، سمي بذلك لأنه تابع للحياة. والمراد بنساء الأجل يعني تأخيره هو بقاء الذكر الجميل بعده
فكأنه لم يمت وإلا فالاجل لا يزيد ولا ينقص، وقال بعضهم: يمكن حمله على ظاهره لأن الأجل
يزيد وينقص، إذ قد يكون في أم الكتاب أنه إن وصل رحمه فأجله كذا وإن لم يصل فأجله كذا،
وقال المازري: وقيل معنى الزيادة في عمره أنه بالبركة فيه بتوفيقه إلى أعمال الطاعة وعمارة أوقاته
بما ينفعه في الآخرة والتوجيه ببقاء ذكره بعد الموت ضعيف، وقال الطيبي: بل التوجيه به أظهر فإن
أثر الشيء هو حصول ما يدل على وجوده، فمعنى يؤخر في أثره يؤخر ذكره الجميل بعد موته، قال
الله تعالى: (ونكتب ما قدموا وآثارهم) ومنه قول الخليل (عليه السلام): (واجعل لي لسان صدق في
الآخرين).
*............................ يتبع*
*
شرح اصول الكافي ج 9 /ص 8*