*
هدم قبور البقيع*
*
اکبر جريمة في تاريخ الوهابية*
ولقد انصب الحقد الوهابي في کل مکان سيطروا عليه، على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي (ص) الذين طهرهم الله عزوجل من الرجس تطهيرا..
وکانت المدينتان المقدستان (مکة المکرمة والمدينة المنورة) ولکثرة ما بهما من آثار دينية، من أکثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة والمأساة النازفة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد.
*الهدم الأول :*
کانت الجريمة التي لا تنسى، عند قيام الدولة السعودية الأولى حيث قام آل سعود بأول هدم جزئي للبقيع وذلک عام 1220 هـ .
ق وعندما سقطت الدولة على يد العثمانيين أعاد المسلمون بناءها على أحسن هيئة من تبرعات المسلمين، فبنيت القبب والمساجد بشکل فني رائع حيث عادت هذه القبور المقدسة محط رحال المۆمنين بعد أن ولى خط الوهابيين لحين من الوقت.
وفي هذا الاطار يکتب أحد الرحالة البريطانيين حين وصف المدينة المنورة بعد تعميرها بأنها تشبه اسطنبول أو أية مدينة أخرى من المدن الجميلة في العالم، وکان هذا في عام 1877 – 1878م أي قبل تعرض المدينة المنورة المبارکة لمحنتها الثانية على أيدي الوهابيين العتاة. بقیع
*الهدم الثاني :*
بعد ما استولت الوهابية وآل سعود مرة اخرى على مکّة المکرّمة، والمدينة المنوّرة وضواحيهما، وذلک بعد قيام دولتهم الثالثة عام 1344 هـ، بدأوا يفکّرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدّسة في البقيع، ومحو آثار أهل البيت ( عليهم السلام ) والصحابة .
وخوفاً من غضب المسلمين في البلاد الاسلامية خاصة الحجاز(شبه الجزيرة العربية)، وتبريراً لعملهم الإجرامي المُضمر في بواطنهم الفاسدة، استفتوا علماء المدينة المنورة حول حرمة البناء على القبور .
فکتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيين “سليمان بن بليهد” مستفتيا علماء المدينة، فاجتمع مع العلماء أولا وتباحث معهم، وتحت التهديد والترهيب وقّع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحرمة البناء على القبور، تأييداً لرأي الجماعة المنحرفة والمتطرفة التي کتبت الاستفتاء .
واستناداً لهذا الجواب اعتبرت سلطات آل سعود ذلک مبررا مشروعا لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول (ص) ـ فتسارعت قوى الشرک والتکفير والضلالة والوهابية الى هدم قبور آل الرسول (ص)
في الثامن من شهر شوال من العام ذاته فهدّموا قبور الأئمة الأطهار(ع) والصحابة في البقيع، وسوّوها بالأرض، وشوّهوا محاسنها، وترکوها معرضاً لوطئ الأقدام، ودوس الکلاب والدواب .