نكسة حزيران
بقلم: نواف الحاج علي
بالرغم من الهزيمة القاسية التي مني بها العرب في الخامس من حزيران عام 1967، إلا أن روح الأمة آنذاك لم تنكسر، فكان الرد على الهزيمة إعلان لاءات الخرطوم الثلاث: ( لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو )، ثم الشعار المعروف: ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة)، ثم ( استخدام النفط سلاحا ضد من يدعمون العدو )، ودارت حرب استنزاف ومقاومة، تكبد العدو خلالها خسائر كبيرة، إلى أن قامت حرب أكتوبر عام 1973 والتي انتصر فيها العرب انتصاراً نسبياً مع تدخل الدول الغربية إلى جانب العدو.
إن من أسباب نكسة حزيران 67، أن العرب دخلوا تلك الحرب بثقافة ابي جهل، الذي ذهب لمعركة بدر وهو يعلن انه يجمع حوله القيان للغناء والرقص وشرب الخمر حول آبار بدر!!، فقد دخلت الجيوش العربيه المعركة بالتزمير والتطبيل، وكأننا ذاهبون في نزهه وليس إلى معركة مصير؟!
لعل الأمة الآن تسير في مسارها الصحيح نحو الأفضل، وهي تأخذ في نبذ الخلافات، وتعمل على لم الصفوف وإجراء المصالحات فيما بينها، ومع الدول الإسلامية، مما يسبب الانزعاج الشديد للعدو، الذي حاول سابقا حرف البوصلة نحو ايجاد أعداء وهميين للعرب، وصار يتصرف بعصبية وعنصرية مفرطة، مع ظهور حكومة فاشية عنصرية لا مثيل لها في التاريخ، بل ربما يقدم على مغامرات قد تشعل المنطقة بأسرها، وهو سيكون أول الخاسرين.
وللأسف فإن العالم يسكت على ممارسات تلك الحكومة، من هنا فإن الأمة العربيه والإسلامية أيقنت أن لا مجال لنيل حقوقها المغتصبه إلا بالاعتماد على نفسها، وفي التنسيق والتعاون فيما بينها، ومن خلال قواها الذاتية.
لقد أثبتت الوقائع أن التطبيع مع العدو هو حبر على ورق، وأن الشعوب العربية تعرف من هو عدوها الحقيقي، وستظل أمتنا خير أمة أخرجت للناس كما قال الله عز وجل، فهي تستمد حضارتها وقيمها من كتاب ربها وسنة نبيه، عقيده إيمانية راسخة مهما دارت عجلة الزمن، ومهما تغيرت الأحوال، وهي في طريق انتصارها على نفسها ثم على أعدائها باذن الله، وسوف تحرر مقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، فما هي ألا سحابة سوداء، فقد بدأت تسترد الأمة روحها النضالية.