*
هدم قبور البقيع*
*
اکبر جريمة في تاريخ الوهابية*
وبعدما انتشر خبر تهديم القبور، استنکره المسلمون في جميع بقاع العالم، على أنّه عمل إجرامي يسيء إلى أولياء الله، ويحطّ من قدرهم، کما يحطّ من قدر آل الرسول (ص) وأصحابه .
ونشرت جريدة أُمّ القرى بعددها 69 في 17 / شوال 1344 هـ.ق نص الاستفتاء وجوابه ـ وکأن الجواب قد أُعدّ تأکيداً على تهديم القبور ـ
وحددت تاريخ صدور الفتوى من علماء المدينة بتاريخ 25 / رمضان 1344 هـ، امتصاصا لنقمة المسلمين، إلا أن الرأي العام الاسلامي لم يهدأ حتى يومنا هذا، لا في داخل الحجاز ولا في العالم الإسلامي، وتوالت صدور التفنيدات للفتوى ومخالفتها للشريعة الإسلامية .
فاصبح “البقيع الغرقد” ذلک المزار المهيب قاعا صفصفا لا تکاد تعرف بوجود قبر فضلا عن أن تعرف صاحبه.
العزم على هدم قبر الرسول (ص) :
وتشير الوثائق والقرائن الى أن الوهابيين لم يکتفوا بتلک الجرائم بل حاولوا مرارا هدم قبر الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبته وبدأوا في محاولات مشبوهة للمساس بالقبر النبوي الشريف لکنهم لم يتمکنوا من الاستمرار فيها،
حيث أنهم أرادوا هدم قبة الرسول الأکرم (ص) لکن تظاهر المسلمين في الهند ومصر وبعض بلاد افريقيا والذين هاجوا وماجوا واقاموا المظاهرات المعادية للدولة قد اثار مخاوف البريطانيين من انفلات الامر من ايديهم لهذا فقد اوعزوا الى عميلهم العالم الوهابي ان يقول للناس إني رأيت البارحة رسول الله (ص) في المنام فأمرني ان اترک قبره، فقلت يا رسول الله لماذا ؟
قال: لأن المصلحة في بقاء قبري الى حين وبذلک أجاب عن الوهابيين الملتفين حوله الذين کانوا يقولون إن کانت القبور بدعة فلماذا بقاء قبر رسول الله (ص) وإن لم تکن بدعة فلماذا هدم تلک القباب الأخر للأئمة وأولاد النبي وأصحابه وزوجاته ومن إليهم ؟
وهذه القصة معروفة ومشهورة في أمر توقفهم عن هدم قبر وقبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم يحنّون إلى العمل على هدمهما إلى الآن , لکن خشيتهم من العواقب الوخيمة لهذا العمل تحول دون ذلک .
ولکن محاولاتهم الخبيثة والمشبوهة لاتنقطع فقد افتوا بحرمة الاسراج (الإضاءة) عند القبور، ومنعوا الاسراج حتى عند قبر النبي الأکرم (ص) في عام 1346 هجرية، ثم تراجعوا عن ذلک بسبب کثرة البلبلة التي کان يحدثها الزوار والمناوشات التي کانت تحدث بينهم وبين الزائرين من مختلف بقاع العالم الاسلامي .
الا انهم غيروا رأيهم بسبب حدوث ردود فعل إسلامية قوية من مختلف البلدان الإسلامية.
قل للذي افتى بهدم القباب
انک سوف تصلى يوم القيامة نارا
اوتعلم اي القباب قد هدمتها
هي للملائکة لا تزال مزارا